فما سمى الله تبارك وتعالى منها وذكره باسمه، نؤمن به كما سماه الله عز وجل، وأما ما لم يسم فنؤمن به إيماناً مجملاً، فمما سمى الله التوراة والإنجيل والزبور، فأما التوراة فقد وردت تسميتها في القرآن في أكثر من موضع، منها قوله تعالى: ((
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا))[المائدة:44]، وقوله تعالى: ((
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ))[المائدة:43]، وقوله تعالى : ((
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ))[الفتح:29]، وقوله تعالى: ((
وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ))[آل عمران:50]، وقوله تعالى: ((
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ))[الجمعة:5]، وهم علماء اليهود.
وكذلك ورد ذكر الإنجيل في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: ((
وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ))[المائدة:46] وقوله تعالى: ((
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ))[المائدة:47]، وقوله تعالى: ((
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ))[آل عمران:48]، أي: عيسى عليه السلام، وقوله تعالى: ((
وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ))[آل عمران:65].
وأكثر ما ذكر في القرآن من الكتب التوراة والإنجيل؛ لأنهما أنزلا في الأمتين اللتين أورثنا الله تبارك وتعالى الكتاب من بعدهما، ولهذا يرد في القرآن ذكرهما وذكر أحوالهما كثيراً.
ومما أنزل على بني إسرائيل من الكتب: الزبور، قال تعالى: ((
وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا))[النساء:163] ومعنى الزبور: الصحيفة المكتوبة، وقال تعالى: ((
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ))[الأنبياء:105]، وقد جاء النص على أن الله أعطى الزبور لداود كما في الآية السابقة.
فالتوراة أنزلها الله تعالى على موسى، وأنزل الزبور في الزمن الذي بين نزول التوراة ونزول الإنجيل، كما تدل عليه آية البقرة في قصة طالوت وجالوت، قال تعالى: ((
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى...))[البقرة:246] الآيات، وفيها قوله: ((
وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ))[البقرة:251].
وهناك كتب أخرى ذكرت في القرآن: كصحف إبراهيم، قال تعالى: ((
إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى *
صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى))[الأعلى:18-19] وقال تعالى: ((
أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى *
وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى *
أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى))[النجم:36-38]، فذكر الله سبحانه وتعالى أنه أنزل صحفاً على إبراهيم عليه السلام، فعلينا أن نؤمن بأن الله تعالى أنزل هذه الكتب، وكما قلنا في الرسل، فهنا أيضاً نقول: ما ثبت في القرآن أو في السنة أن الله سبحانه وتعالى أنزله على رسول من رسله آمنا به.